قال تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) البقرة 155
وقال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حتى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) محمد31
فقد تعددت اشكال البلوى من الأمراض والأفكار الخاطئة مثل موجة الإلحاد والانحراف وهذه بحد ذاتها أزمة تنذر بعواقب خطيرة جدا عندما نتنصل عن مسؤولية مواجهة هذه الأزمة وكيفية التعامل معها.
يحتاج المؤمنون أن يسدوا هذا الفراغ، ونحن بحمد الله تعالى نمتاز عن سائر المسلمين بمراقدنا المقدسة وبمودتنا لأهل البيت عليهم السلام.
ولكن يبقى كل منا بحاجة إلى ولي من أولياء الله تعالى يرانا ونراه ونسمع منه ويحل مشكلاتنا ونحن محرومون من هذه النعمة بشكل واضح ولكن في مجمل اللطف الإلهي فإن الله تعالى لم يدع الأمة بلا رابطة تربطها به تبارك وتعالى والرابطة هي المرجعية الدينية في زمن الغيبة الكبرى
والتي يحاول العدو أن يضرب على وترها مشككا بها
تارة بالتقليد وأخرى بشرعية الفتوى ومرة بصلاحية المتصدين.
وهذا يندرج تحت عنوان البلوى والحرمان الذي يعيشه المؤمنون بغياب إمام زماننا ومع ذلك فالعدو بمحاولاته الضعيفة يريد أن يقطع هذه الصلة بين المؤمنين وقيادتهم الدينية الروحية ويعتبرها نوعا من أنواع الطائفية والخرافة وما إلى ذلك.
ونحن للأسف الشديد نعيش حالة من اللا مبالاة.
ولو طرحنا سؤالا:
كم منا لديه إحاطة بمجمل أساليب الأعداء؟
قد يشعر الإنسان بشعور الثقافة عبر معلوماته من خلال الفيس بوك أو غيره من البرامج الأخرى، فالتواصل الاجتماعي وبرامجه المتعددة لا يعطي ثقافة عميقة بل هي سطحية لا تنفعنا بالشكل المطلوب وهذا الشعور كاذب ومما يؤسف هو السائد بين الناس وخصوصا النخبة من الأكاديميين.
كم منا فكر بأن يدرس أساليب تيارات الالحاد وماهي المنطلقات التي ينطلقون منها، او دراسة أساليب الثقافة الإباحية.
حتى على مستوى المونديال والمسابقات الرياضية هناك نوع من الصدام بين الثقافة الإسلامية التي تدعو الى الحشمة والعفة والثقافة الإباحية التي تدعو الى الرذيلة.
هناك تحدٍ إلى درجة الإرغام وهم ينادون إلى احترام الأنظمة والقوانين ولكن عندما تصل القضية إلى ما يتقاطع مع نظرياتهم ويتحدى ثقافتهم وإذا بهم يتجاوزون ويظلمون ويكذبون ويحاولون بشكل وبآخر إلى تزييف الحقائق.
هل درسنا هذه الظواهر ومناشئها؟
مما يؤسف أن المسلمين في زمن الغيبة يعيشون حالة الاسترخاء والسبات حول ما يجري من التحديات الكبيرة.
وإلى الله المشتكى…